علامات الفعل والحرف
هذا هو الدرس الثاني من دروس النحو ، عن علامات الفعل والحرف
وقد تكلمنا فى المقالة السابقة عن الكلمة والكلام وعلامات الاسم
فمن أراد المتابعة فليبدأ معنا فى هذه السلسلة من دروس النحو .
وسنشرح فيها قواعد النحو بأسلوب سهل وبسيط جدا على قدر استطاعتنا . طبعا مع ربط كلامنا بألفية ابن مالك وكذلك بعض متون النحو الاخرى كألفية ابن معطى والفية السيوطى ومنظومةالحريرى .
نختار منها الابيات السهلة الواضحة ليكون فى استطاعة القارئ الكريم حفظها بغير مشقة ، إن أراد ذلك .
علامات الفعل :
يقول ابن مالك فى ألفيته :
بتا فعلت وأتت ويا افعلى
ونون أقبلن فعل ينجلى
سواهما الحرف كهل وفى ولم فعل مضارع يلى لم كيشم
وماضى الأفعال بالتا مز وسم
بالنون فعل الأمر إن أمر فهم
والأمر إن لم يك للنون محل
فيه هو اسم نحو صه وحيهل
المعنى :
ابن مالك هنا يضع علامات عامة للفعل اولا ، فإن قبلها كان فعلا والا فلا ، فمن الممكن أن نسميها بالعلامات العامة وهى :
تا فعلت : أى تاء الفاعل ، وهى تاء المتكلم المضمومة مثل : ذهبتُ ، وتاء المخاطب المفتوحة مثل : ذهبتَ ، وتاء المخاطبة المؤنثة المكسورة مثل : ذهبتِ .
فتاء الفاعل لا تدخل إلا على الفعل .
وأتت : المقصود بها تاء التأنيث الساكنة وهى تدخل على الفعل مثل : صدقَتْ .
بخلاف المتحركة وهى تدخل على الاسم مثل : كاتبة وهى تتحرك بحركة الإعراب الداخلة عليها .
يا افعلى : المقصود بها يا الفاعلة المؤنثة وتسمى كذلك ياء المخاطبة المؤنثة ، وتدخل على الفعل الأمر مثل : اكتبى ، اخرجى . وتدخل كذلك على الفعل المضارع مثل : تضربين ، وتعرب فاعل .
نون أقبلن : أى نون التوكيد الثقيلة والخفيفة ولا تدخل إلا على الفعل .
مثال الخفيفة :قوله تعالى ( لَنَسْفَعًا )
مثال الثقيلة قوله تعالى ( لنخرجنك )
وتدخل على الفعل الأمر كذلك كما فى المثال الذى ذكره الناظم وهو : أقبلن .
ثم بدأ الناظم يقسم الفعل إلى ثلاثة أقسام وهم : المضارع والماضى والأمر ، وذكر لكل قسم علامة خاصة به .
الفعل المضارع وعلاماته أن يقبل دخول لم عليه ومثل له بمثال وهو : يشم .
وذكر علامة الماضى وهو دخول التاء عليه فقال : وماضى الأفعال بالتا مز ، أى ميز الفعل الماضى بقبوله التاء وهى المذكورة فى أول الأبيات فى قوله بتا فعلت ، أى تاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة ولا يدخلان إلا على الفعل الماضي .
ثم ذكر للفعل الأمر علامتين العلامة الاولى قبوله النون وهى نون التوكيد المذكورة من قبل ، والعلامة الثانية معنوية وهى أن يفهم منه الأمر .
وهو المقصود بقوله : وسم بالنون فعل الأمر إن أمر فهم
وسم : من السمة وهى العلامة .
لكن الفعل الأمر إذا فهم منه الأمر ولكن لم يقبل النون فهو اسم ، أى اسم فعل ومثل له الناظم بمثالين وهما : صه ، حيهل
فهاتان الكلمتان يفهم منهما الأمر لكن لم يقبلا نون التوكيد ، فلا يصح أن تقول : صهن ، حيهلن .
علامات أخرى للفعل غير التى ذكرها ابن مالك
العلامات التى لم يذكرها ابن مالك في ألفيته للفعل كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
قد : تدخل على الفعل الماضى مثل : قوله تعالى (قدأفلح المؤمنون)
وتفيد التحقيق .
وتدخل على الفعل المضارع كذلك مثل : قد يسافر خالد وتفيد التقليل .
السين وسوف : وهما يختصان بالفعل المضارع لأنهما يفيدان الاستقبال ، وعند دخولهما على الفعل المضارع يخلصانه للاستقبال .
أحرف المضارعة :
وهم من علامات الفعل المضارع مجموعون فى كلمة : أنيت ويسمون بأحرف المضارعة .
لكن هنا شئ مهم لابد أن ننتبه إليه وهو : هل تدخل هذه الحروف الأربعة فقط على الفعل المضارع أم تدخل على الفعل الماضي أيضا وفى هذه الحالة لاتكون حروف أنيت من علامات الفعل المضارع .
وإلا فما قولك فى الفعل : ألهى فى قوله تعالى:( ألهاكم التكاثر ) .
فألهى هنا فعل ماض وقد بدأ بالهمز ، وكذلك الفعل نجى فهو فعل ماض وهو قد بدأ بالنون .
فهنا نقول أن حروف أنيت حينما تدخل على الفعل المضارع لها شروط وهى :
أ : التى تكون للمتكلم الواحد مثل أكتب ، أشرب ، أمشى وهكذا فلا شك حينئذ أن هذه الأفعال تكون مضارعة .
ن : التى تعبر عن اثنين أو أكثر يتحدثون مثل : نكتب ، نتعلم ، نسافر ، وهكذا .
الياء : التى تكون للغائب مثل : يكتب ، يمشون ، يكتبن ، وهكذا .
التاء : التى تكون للمخاطب مثل : أنت تكتب الدرس ، أو للغائب مثل : هند تكتب الدرس وهكذا .
علامات الحرف
والحرف ليست له علامة يعرف بها كالاسم والفعل ولكن تستطيع أن تقول : إذا خلت الكلمة من علامات الاسم وعلامات الفعل ، فإذا هى حرف .
وفى ذلك يقول الحريري فى ملحة الإعراب :
والحرف ليست له علامة فقس على قولى تكن علامة
لكن قد يعتريك فضول وتقول لماذا الحرف فقط هو الذى ليست له علامة فى اللغة العربية .
أستطيع أن أقول لك أن الحروف فى اللغة العربية معروفة محصورة بعدد معين ألا وهو سبعين حرفا والمقصود هنا طبعا حروف المعانى وليست حروف الهجاء لأنها لا يدخلها النحو كما ذكرنا ذلك فى الدرس الأول .
وهذه الحروف السبعون ذكرها السيوطي رحمه الله فى كتابه الماتع الأشباه والنظائر فى النحو فمن أراد فليرجع إليه .
لكن الفعل والاسم ليسا محصورين ولا معدودين مثل الحرف فاحتاجا إلى علامات تدل عليهما .
وهذه الحروف أى حروف المعانى ، كل حرف له وظيفة يؤديها ومعنى أو معانى يعبر عنها سواء أكان مختصا بالاسم أم بالفعل أم مشتركا بينهما .
وفى ذلك يقول ابن مالك :
سواهما الحرف كهل وفى ولم
والمعنى : سواهما ، أى الاسم والفعل فإن لم تكن فى الكلمة علامات الاسم ولا علامات الفعل فهى الحرف .
ثم مثل بثلاثة أمثلة :
مثال للحروف المشتركة بين الأسماء والافعال وهو : هل
مثل : هل محمد نجح ، فى الاسم .
وفى الفعل : هل نجح محمد .
مثال للحروف المختصة بالاسم وهو : فى ، أى حروف الجر مثل : فى الدار رجل .
مثال للحروف المختصة بالافعال وهو : لم ، وهو حرف جزم يدخل على الفعل المضارع .
ومثاله : لم تذاكر زينب الدرس
وقد كان ابن هشام رحمه الله قد ألف كتاب مغنى اللبيب جمع فيه حروف المعانى وشرحها شرحا وافيا مع الأمثلة ، فكان كتابا ضخما لايستغنى أى مهتم باللغة العربية .
الختام :
إلى هنا قد انتهينا من الدرس الثاني من دروس النحو نرجوا أن نكون قد أفدنا القارئ الكريم والى اللقاء مع الدرس الثالث من دروس النحو .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك وشارك برايك