تعريف بأمهات كتب الأدب العربى ومصادره
أخترت عنوان حديث الأربعاء ليكون عنوانا لموضوعات شتى فى الأدب العربي لكى لا نكون ملتزمين بقسم معين من أقسام الأدب العربي ويكون لكل مقالة عنوان مختلف ومجال مختلف تحت هذا العنوان الكبير (حديث الأربعاء سهرة أدبية)
وعنوان سهرتنا الأدبية اليوم هو( تعريف بأمهات كتب الأدب العربي ومصادره ) .
وفرة كتب الأدب العربي فى تراثنا العربي :
لاشك أن للغة العربية تراث كبير وضخم ففى كل عصر تجد مجموعة من المؤلفين تركوا وراءهم تراثا ضخما من المؤلفات والكتب فى شتى مجالات الأدب العربي من الشعر والنثر والقصص والحكم والأمثال .
تعريف بكتاب الكامل في اللغة والأدب المبرد :
ومن أوائل الكتب المؤلفة فى الأدب كتاب الكامل في اللغة والأدب للمبرد وهو كتاب عبارة عن مجلدين تتنوع فيه الموضوع بين شرح خطبة أوحديث النبى صلى الله عليه وسلم أوآية قرآنية أو أبيات من الشعر يفسر معانى الكلمات وكل مايتعلق باللغة العربية .
ولأهمية هذا الكتاب - ليس للأديب فقط ولكن لدارس العلوم الشرعية فلابد له من معرفة قوية باللغة أو بالأدب العربى - وضعه ابن خلدون من ضمن أمهات كتب الأدب العربي فى مقدمته .
وتبرز أهمية الكتاب لمن يريد إلقاء نظرة سريعة على الأدب العربي من غير أن يتعمق فيه .
وتكون أهمية دراسة كتب الأدب العربي حتى للمتخصصين فى العلوم الشرعية لوضع أساس متين للغة العربية عند طالب العلم الشرعي لمعرفةلغة العرب وأساليبهم فى الكلام والبلاغة .
وخير مثال على ذلك الامام الشافعي رحمه الله تعالى فكان قبل أن يكون مجتهدا فى العلوم الشرعية كان عالما باللغة العربية .
يقول الأصمعى صححت أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن أدريس الشافعي .
فليس هناك أفضل من إمام يمتلك ناصية الفصاحة والبيان قبل أن يمتلك ناصية الإجتهاد والفتوى .
فكتاب مثل الكامل في اللغة والأدب للمبرد هو مهم جدا لدارس العلوم الشرعية .
ولأبى العباس المبرد هذا كتاب المقتضب وهو فى النحو خلط فيه مسائل النحو مع الصرف لأن الصرف لم يكن حيئذ علما مستقلا عن النحو فى القرن الثالث الهجري .
وكتاب المقتضب هو أقدم كتاب وصل إلينا فى النحو والصرف بعد كتاب سيبويه ولكنه لم يشتهر مثل كتاب (الكتاب ) لسيبويه .
الكتاب الثاني من أمهات الكتب الأدبية عند ابن خلدون :
كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة .
وهذا الكتاب ليس خاصا بالادب ولكنه عمل أصلا للكتاب الذين يكتبون الرسائل والخطابات وغيرها لكى يصحح لهم أخطائهم ويكون مرجعا لمن تكون الكتابة هى وظيفته فهو مهم لمن يريد تعليم قواعد الكتابة .
الكتاب الثالث من أمهات الكتب الأدبية عند ابن خلدون :
الأمالى لأبى على القالى
وهو فعلا من كتب الأدب وفيه قصائد كاملة مع تعليق عليها لمؤلف الكتاب فنحن نتفق مع ابن خلدون فى وضع هذا الكتاب ضمن أمهات كتب الأدب العربي .
ومعنى الأمالى أن يملى الأديب على تلامذته من حفظه موضوعات شتى فى اللغة والأدب لايجمعها موضوع بعينه فتسمى الأمالى .
وعلى مثال الأمالى لأبى على القالى تجد أمالى ثعلب أحمد بن يحيى وهى فى الأدب أيضا وكذلك الأمالى لابن الشجرى وجمع فيها بين اللغة والأدب .
الكتاب الرابع من أمهات الكتب الأدبية عند ابن خلدون :
كتاب البيان والتبيين الجاحظ :
والحقيقة أنك لاتستطيع أن تتكلم عن أى موضوع فى الأدب العربي الا ولابد أن تذكر الجاحظ فى كلامك لأثر هذا الرجل فى الأدب العربي .
وكتاب البيان والتبيين يهتم بقسم محدد فى الأدب العربي وهو النثر وخاصة مجال الخطابة منه فهى محور الكتاب .
وعنوان الكتاب البيان والتبيين أى كيفية البيان والتبيين عما فى نفس الأنسان ببلاغة وفصاحة وانطلاق لسان وخير تعبير عن ذلك كله يكون عن طريق الخطابة والكتاب ملئ بأمثلة كثيرة للخطابة والخطباء .
والحق أن الجاحظ من أدباء العربية الأوائل بلامنازع ومؤلفاته فى الأدب توضع كلها ضمن أمهات الكتب الأدبية لما لها من التأثير الواضح على الأدب العربي .
وكان الأفضل لابن خلدون- فى نظرى - أن يضع كتاب الحيوان للجاحظ ضمن أمهات الكتب الأدبية بدل كتاب البيان والتبيين .
وذلك لأن كتاب الحيوان كتاب شامل عن حياة العرب وطبائعهم وحيواناتهم وطيورهم ، فهو وصف كامل للبيئة العربية ، والكتاب يكاد يكون موسوعة فى الشعر العربي لما يضم بين دفتيه من أشعار العرب الكثير والكثير .
وكتاب البيان والتبيين كتاب متخصص في مجال محدد وهو الخطابة كما قلنا .
كتب متخصصة فى الأدب العربي :
لابد وانت تتحدث عن الكتب المتخصصة فى الأدب العربي أن تضع كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني فى أوائل الكتب الأدبية .
مع أن كثير من العلماء والباحثين يحذرون من هذا الكتاب لأنهم يقولون إن به كثير من الأخبار التاريخية الكاذبة .
لكن هذا لا ينقص من قيمة الكتاب الأدبية فهو فى المقام الأول كتاب أدب وقصص وحكايات وليس كتاب تاريخ يعتمد عليه كمصدر من مصادر التاريخ ومن يضع هذا الكتاب كمصدر من مصادر التاريخ فالخطأ عنده وليس فى الكتاب .
والكتاب الثانى الذى نضعه بين أيدينا ككتاب متخصص فى الأدب العربي هو :
العقد الفريد لابن عبدربه الاندلسى :
وهذا الكتاب بحق يعتبر من كتب الأدب العربي الخالصة فهو موسوعة أدبية كاملة يحتوى على الشعر والنثر والقصص والحكم والأمثال والمواعظ والأخبار والتواريخ والعروض وطبائع الإنسان والحيوان والطعام والشراب والحروب والفكاهة والنوادر وغير ذلك .
لذلك تجد مفهوم الأدب تطور عند ابن عبدربه من الشعر والنثر إلى أن الأديب لابد أن يكون عنده معرفة ولو قليلة بشتى أنواع العلوم والفنون .
تعريف بكتاب صبح الأعشى فى صناعة الإنشا :
وهو كتاب يعتبر زادا ومرجعا للأدباءوالكتاب ألفه أبو العباس القلقشندى من أدباء القرن الثامن الهجري لكى يبين للأديب والكاتب ماهى صنعة الكتابة والعلوم التى تحتاجها والأدوات حتى الأقلام التى يكتب بها وإجادة الخط إلى غير ذلك .
فالكتاب مهم فى الصناعة الأدبية لأنه وضع قواعد الكتابة وأرشد الأديب والكاتب إلى توسيع ثقافته ومعارفه وفى ذلك يقول :
إن الكاتب يحتاج إلى معرفة اللغة والنحو والصرف والمعانى والبيان والبديع وحفظ كتاب الله تعالى والكثير من الأحاديث النبوية وخطب البلغاء ومحاوراتهم ورسائلهم وأشعار العرب وأمثالهم وأنسابهم ولا بد من المعرفة بالتاريخ وأحوال الأمم وأصناف العلوم .
فهذا يعتبر تطور كبير فى الأدب العربي ومفهومه وثقافة الأديب والكاتب.
كتاب نهاية الأرب فى فنون الأدب للنويرى :
هذا الكتاب يعتبر أضخم كتاب على الإطلاق ألف فى الأدب العربي ألفه شهاب الدين النويرى من علماء القرن الثامن الهجري والكتاب مطبوع فى ثلاث وثلاثين مجلدا .
قسمه مؤلفه إلى خمسة فنون كل فن تحته أقسام خمسة أيضا.
وهذه الفنون الخمسة هى :
الفن الأول: فى السماء والأثار العلوية والأرض والمعالم السفلية
الفن الثاني : الإنسان وما يتعلق به
الفن الثالث : فى الحيوان الصامت
الفن الرابع : فى النبات
الفن الخامس : فى التاريخ
فتحت هذه الفنون الخمسة وضع المؤلف هذا الكم من المعلومات والمعارف المعروفة فى عصره حتى وصل الكتاب إلى هذا العدد الكبير من المجلدات .
إلى هذا الحد وصلت معارف الأديب وثقافته فى تراثنا العربي
الختام :
ونحن فى ختام هذه السهرة الأدبية نكون قد طوفنا على مراحل تطور التأليف فى الأدب العربي وتعرفنا ولو معرفة قليلة عن بعض مصادر وكتب الأدب العربي .
موضوع شيق وفكرة جيدة
ردحذف