' name='description'/> الدرس الاول من دروس تاريخ النحو والمدارس النحوية وأشهر النحاة

القائمة الرئيسية

الصفحات

الدرس الاول من دروس تاريخ النحو والمدارس النحوية وأشهر النحاة

 الدرس الاول من دروس تاريخ النحو والمدارس النحوية وأشهر النحاة.

بإذن الله تعالى نبدأ سلسة دروس عن تاريخ النحو والمدارس النحوية وأشهر النحاة واجتهاداتهم وما تفردوا به من آراء فى النحو 
ومناظراتهم وطرائفهم ومنازعاتهم وكذلك الألغاز النحوية .
وهذه الأبواب مهملة ومنسية عند دارسى اللغة العربية ، فأردنا أن ننبه ونرشد إليها محبى اللغة العربية وعشاقها .
ونسعى من ورائها إلى أن يكون دارس اللغة العربية محيطا بنشأة النحو وتاريخه عبر العصور وكيف وصل إلينا وجهود العلماء فى الحفاظ على لغتنا العربيه الجميلة .
وفى هذا الدرس بإذن الله سيكون الكلام عن بداية النحو ونشأته وأول من كتب فيه .

ظهور اللحن فى اللغة العربية :

 كانت اللغة العربية لم يظهر فيها اللحن لوقت طويل ، وظل العربى محافظا على سليقته العربية لم يتطرق إليها العجمة ولا اللحن ، حتى بعد ظهور الإسلام وكان يجتمع فى مكة الحبشى والرومى والفارسي .
كل هذا لم يؤثر على اللغة العربية في شئ بل كانت اللغة العربية قوية بالقصائد التى كانت تقال فى الأسواق ، والتى كانت تجتمع فيها العرب ويتناشدون فيها الأشعار ويختارون أجودها وتحفظ عن ظهر قلب ، وتسير بها الركبان .
وقويت كذلك بنزول القران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة .
لكن بدأ يتسرب اللحن - الخطأ- إلى اللغة العربية حينما اتسعت الفتوحات واختلطت العرب بغيرهم من الأمم وتعاملوا معهم بالبيع والشراء وسائر المعاملات ، مما كان له أثرا على اللغة العربية .
من هنا ظهرت الحاجة إلى وضع قواعد للغة العربية للحفاظ عليها .

 وهذه أمثلة على بدء ظهور اللحن فى اللغة العربية مما أدى إلى وضع علم النحو :

يقول أبو الطيب اللغوى فى كتابه مراتب النحويين : 

واعلم أن أول مااختل من كلام العرب وأحوج إلى التعلم  :

الإعراب - وهو موضوع علم النحو- من الموالي والمتعربين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد روينا أن رجلا لحن بحضرته ، فقال :( أرشدوا آخاكم فقد ضل) .
فكلامه يدل على أن الخطأ ظهر أول ما ظهر فى غير العرب -الموالى والمتعربين - .
لكن بعد ذلك ظهر اللحن حتى فى العرب أنفسهم ، كما  ذكر ياقوت فى كتابه معجم البلدان قال : 
مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على قوم يسيؤون الرمى فعاتبهم فقالوا : إنا قوم متعلمين .
فأعرض مغضبا ، وقال  : والله لخطؤكم فى لسانكم أشد على من خطئكم فى رميكم .
وقال ابن قتيبة فى عيون الأخبار : 
روى أن أعرابيا سمع مؤذنا يقول : أشهد أن محمدا رسول الله بنصب كلمة رسول ، فقال : ويحك يفعل ماذا ؟ .
ودخل أعرابي السوق فسمعهم يلحنون ، فقال : سبحان الله ! يلحنون ويربحون ، ونحن لا نلحن ولا نربح .
وهكذا انتشر اللحن ، حتى صاروا يعدون من لا يلحن .
وبعد ذلك انتقلت عدوى اللحن من الحضر إلى البادية التى من المفترض أن تكون  أكثر حفاظا على اللغة من الحضر .
وفى ذلك يقول الجاحظ : قالوا وأول لحن سمع بالبادية هذه عصاتى .
ومن يرجع إلى الكتب التى أرخت لهذا الأمر مثل : مراتب النحويين لأبى الطيب اللغوى و إنباه الرواة للقفطى والعقد الفريد لابن عبد ربه وغيرها من كتب الأدب وتاريخ النحويين ، سيرى العجب من فشو وظهور الخطأ واللحن على الألسنة العربية .

 قال الأصمعى : أربعة لم يلحنوا فى جد ولا هزل : الشعبى وعبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف وابن القرية ، والحجاج أفصحهم . 



                        متى وأين وضع النحو  

لهذه الاسباب التى ذكرناها سابقا خاف العلماء على اللغة العربية ولكيلا يتسرب اللحن إلى القرآن الكريم والسنة النبوية ، كان لابد من وضع قواعد للغة العربية يتعلمها من يتكلم العربية ويضبط عليها كلامه .
وكانت المهمة صعبة جدا على الغيورين على اللغة العربية ، إذ لا بد على من يريد وضع قواعد النحو أن يتتبع كلام العرب الفصحاء ومعانيه ،  وطريقتهم وأساليبهم فى كلامهم لكى يستخلص منه مجموعة من القواعد يرجع إليها متحدث اللغة العربية .
ولم يكن ذلك فى يوم وليلة  يتم هذا العمل بل قام بهذا العمل مجموعة كبيرة من اللغويين وامتد العمل إلى فترة طويله حتى كثرت المؤلفات والكتب ليست فى النحو وحده  بل فى فروع اللغة كلها ، حتى قيل إن علم النحو طبخ ونضج حتى احترق .
وضع النحو كان عربيا محضا : 
هناك بعض الباحثين المعاصرين يرى أن النحو لم يكن عربيا محضا ، وإنما ورثه العرب عن اليونان وهذا الكلام لا يصح ولا يثبت أمام الباحث المنصف عندما يرى أن النحو نشأ نشأة عربية حتى مصطلحاته وتقسيماته عربية خالصة .
فمثلا : فى النحو العربى تقسم الكلمة إلى : اسم وفعل وحرف ، أما فى الفلسفة فتنقسم الكلمة إلى اسم وفعل ورباط .
إضافة إلى ذلك أن أول من وضع النحو وهو سيدنا علي بن ابي طالب رضى الله عنه لم تكن له صلة بالفلسفة ولا بالمنطق وكذلك أبو الأسود الدؤلى والخليل بن أحمد وسيبوبه لم يعرفوا الفلسفة لكى يأخذوا النحو منها .

أول من وضع النحو وأول من كتب فيه :

ذكر ابن الأنباري فى كتابه نزهة الألبا فى طبقات الأدبا : أقوال العلماء فى أول من وضع النحو فمنهم من قال أبو الأسود الدؤلى ومنهم من قال أنه الإمام على رضى الله عنه ومنهم من قال أنه نصر ابن عاصم وغير ذلك من الأقوال وانتهى إلى أن أول من أشار بوضع النحو سيدنا علي رضي الله عنه على أبى الأسود الدؤلى بوضع النحو وأعطاه رقعة فيها الكلمة اسم وفعل وحرف ثم قال له : انح هذا النحو أى اتجه هذا الاتجاه ومن هنا جاء اسم هذا العلم وهو : النحو .
ومن هنا كان مكان نشأته وهو البصرة لأن اباالاسود كان بها ، فنشأ النحو وترعرع فيها .

أول من كتب فى النحو وأول كتاب فيه : 

لا شك أن أقدم كتاب فى النحو وصل إلينا هو كتاب سيبويه لكنه لم يكن أول من كتب فى النحو .
لقد مر النحو العربي بمراحل عديدة أولها : طور الرواية والسماع على يد الطبقة الأولى من طبقات النحويين البصريين .
وهم : نصر بن عاصم الليثى المتوفى سنة ٨٩ ه‍ .
عنبسة بن معدان الفيل المهرى 
عبد الرحمن بن هرمز متوفى سنة ١١٧ ه‍ .
يحيى بن يعمر العدوانى متوفى سنة ١٢٩ ه‍ 

 الطبقة الثانيةوكان فيها بداية التأليف فى النحو :
عبدالله بن إسحاق الحضرمي 
عيسى بن عمر الثقفى  البصرى وقيل إنه ألف كتابين فى النحو ولكنهما لم يصلا إلينا .
أبو عمرو بن العلاء 

الطبقة الثالثة : 
ويجئ فيها الخليل بن أحمد شيخ سيبويه ، والأخفش الأكبر ، ويونس بن حبيب 
وفى الطبقة الرابعة : 
وفيها سيبويه وهو من ألف كتاب ( الكتاب ) فى النحو والصرف وأقدم كتاب وصل إلينا .
فسيبويه لم يخترع النحو ولم يبتدأه ولكن اخذ عمن سبقه فجمعه ورتبه وكانت له أيضا آراء واجتهادات مثل شيوخه الذين سبقوه وكتب لكتابه البقاء والشهرة والذيوع مالم يكتب لغيره .

الختام :

وفى نهاية الدرس الأول نرجوا أن نكون قد وفقنا إلى تقديم المعلومة سهلة  ميسرة ، وأفدنا القارئ الكريم بها وإلى اللقاء في الدرس القادم باذن الله .
                 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع